منتدى ابناء مسير
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.


منتدى عام يناقش كافة الامور المتعلقة بقرية مسير التابعة لمركز كفرالشيخ بجمهورية مصر العربية
 
الرئيسيةأحدث الصورالتسجيلدخول

 

 رعاية الشيخوخة في الإسلام

اذهب الى الأسفل 
كاتب الموضوعرسالة
Admin
Admin
Admin


عدد المساهمات : 566
تاريخ التسجيل : 03/12/2011

رعاية الشيخوخة في الإسلام Empty
مُساهمةموضوع: رعاية الشيخوخة في الإسلام   رعاية الشيخوخة في الإسلام Avatarالأحد 11 ديسمبر - 0:28:08

رعاية الشيخوخة في الإسلام

الشيخوخة واحدة من أهم المشكلات التي تواجه الإنسان المعاصر؛ فمع تقدم الطب وعلومه واستعمال العقاقير الحديثة أصبح بالإمكان القضاء على كثير من الأمراض، وتقدمت سبل الوقاية من الأمراض، مما أدى إلى رفع معدل العمر الوسطي للإنسان، وازدياد عدد المسنين زيادة كبيرة، وباتوا يشكلون نسبة مهمة من المجتمعات لها مشاكلها وهمومها وآثارها على المجتمع.

والشيخوخة مرحلة من مراحل العمر، وحلقة من حلقات التاريخ وجزء لا يتجزأ من وجود كل مجتمع من المجتمعات الإنسانية، فسنة الله في خلقه، أن يأتي الجيل بعد الجيل؛ على امتداد عمر البشرية المديد، فيقدم الإنسان في حياته التضحيات، وقد يتعرض لمختلف ألوان الفاقة والحاجة، أو فتنة الغنى والثراء، أو آلام المرض والعجز، وخاصة إذا رُدّ إلى أرذل العمر.
فليس من الوفاء للأجيال السابقة من المسنين، أن يهملوا أو يتركوا فريسة للضعف والحاجة في آخر حياتهم، بعد أن قدموا لأمتهم ما بوسعهم.
فمن الواجب رعايتهم والعناية بهم، عملاً بمبادئ ديننا الحنيف الذي حفظ للمسنين مكانتهم، وقدّر ذوي الشيبة في الإسلام، ودعا إلى إكرامهم وحمايتهم.
وفي هذا العصر تقف مسألة رعاية المسنين ضمن موضوعات الساعة التي يجب أن تسترعي اهتمام المسؤولين والمهتمين بقضايا الخدمة الاجتماعية، والدراسات النفسية.
هذا وإن تزايد أعداد المسنين في السنوات الأخيرة، يستوجب منا الاهتمام والدراسة المتأنية، حول ما سيقدم لهم، وما يستفاد من إمكانياتهم.
ففي خبرة المسنين - عندنا - عبق الماضي وذخر الحاضر، ومعاني التراحم والتعاطف، وابتغاء الأجر في خدمتهم، والتقرب إلى الله في البر بهم، خلافاً لأوضاع المسنين في المجتمعات الأخرى، التي تدعي الحضارة والتقدم.
وتبقى رعاية تلك الفئة من الآباء والأجداد، واجباً شرعياً، يتحتم علينا القيام به، وديناً يجب أن نقوم بسداده والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.

معنى الشيخوخة وضرورة الاهتمام بالمسنين:
الشيخوخة طور من أطوار الحياة، وظاهرة من ظواهرها، إذا بدأت فسوف تستمر وبطريقة غير ملحوظة، وهي لا تنظر إلى الوراء، ولا تعود إلى شباب.
وهي ليست مرضاً، وإنما هي فترة يتغير فيها الإنسان تغيراً فسيولوجياً إلى صورة أخرى ليست بأفضل من سابقتها، لأن الصورة الجديدة يصاحبها ضمور في كثير من الأعضاء، وفقدان ملموس للقوة والحيوية، تزول معه ظواهر الفتوة والعنفوان، ثم تنتهي كما ينتهي كل شيء.

قال الله تعالى: } الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً { (الروم/54 ).

قال الفيروزآبادي في القاموس المحيط : الشَّيْخُ والشَّيْخُونُ: مَنِ اسْتَبَانَتْ فيه السِّنُّ، أو من خَمْسِينَ أو إحْدَى وخَمْسِينَ إلى آخِرِ عُمُرِهِ أو إلى الثمانين .
والشيخ هو من أدرك الشيخوخة، وهي غالباً عند الخمسين من العمر، وهو فوق الكهل ودون الهرم، وهو ذو المكانة من علم أو فضل أو رياسة.

قال الله تعالى: }هذا بعلي شيخاً{ (هود/72)، } وأبونا شيخ كبير{ (القصص/23).

ويرى بعض الباحثين، تقسيم المسنين من خلال مدخل العمر الزمني إلى فئات أكثر تخصيصاً، تشمل الكهل

(60-75 سنة)، والشيخ (75-85 سنة)، والهرم (85-100سنة) والمعمر من بلغ مائة عام فأكثر.
وهناك اتجاه آخر ينظر للمسن طبقاً لأعراض معينة إذا ظهرت عليه، يمكن اعتباره مسناً، مثل أمراض السمع والبصر وأمراض الجلد والرئة والقلب والأوعية الدموية، والجهاز الهضمي والأعراض النفسية، مثل الكآبة وانقباض النفس.
ويرى آخرون: أن سن الشيخوخة يبدأ عندما يبلغ الشخص سن التقاعد، وهو سن الخامسة والستين، أو الستين في معظم البلاد العربية، وهو الذي يحدد بدء هذا السن، ويظهر ذلك أيضاً من ملاحظة الحالة الصحية والجسمية، التي يعكسها المظهر الخارجي للشخص الذي ينتمي إلى زمرة المسنين.
وقد بدأ الاهتمام بمشكلات المسنين يزداد مع زيادة أعدادهم، ومن المتوقع أن يتضاعف عددهم خلال العشرين سنة القادمة، وإليك هذه الإحصاءات :

ــ 600 مليون شخص في العالم تجاوزت أعمارهم الستين سنة.

ــ 226 مليون شخص من هؤلاء في أوربا و أميركا و دول جنوب شرق آسيا.

ــ 171 مليون شخص في الدول النامية في آسيا و أفريقيا و أميركا الجنوبية.

ــ 35% نسبة الأطفال تحت سن 15 سنة في العالم عام 1950.

ــ 30% نسبة الأطفال تحت سن 15 سنة في العالم عام 1999.

ــ 20% نسبة الأطفال تحت سن 15 سنة في العالم المتوقعة عام 2050.

ــ 10% من سكان العالم مسنين في عام 1999.

ــ 22% نسبة المسنين المتوقعة عام 2050.

ــ 53% من المسنين في العالم في قارة آسيا.

ــ 11 مليون شخص معمر فوق 80 سنة في الصين أي نسبة 16% من عدد المعمرين في العالم.

ــ 5.7 مليون شخص معمر في الهند.

ــ 4.3 مليون شخص معمر في اليابان.

ــ 3 ملايين شخص معمر في روسيا.

ــ 25% من المسنين في العالم متواجدين في دول أوربا و أميركا الشمالية.

ــ 5% من المسنين في العالم في السويد.

ــ 4.2% من المسنين في العالم في النرويج.

ــ 4.1% من المسنين في العالم في إيطاليا.

ــ 9 ملايين مسن فوق 80 سنة في أميركا.

ــ 5% من سكان القارة الأفريقية مسنين.

ــ 6% نسبة المسنين في مصر من مجموع السكان.

ــ 21% النسبة المتوقعة للمسنين في مصر عام 2050.

ــ مليار شخص العدد المتوقع للمسنين فوق 60 سنة في العالم عام 2050.

ــ 66 مليون شخص عدد المسنين فوق 80 – 100 سنة في العالم حالياً.

ــ 370 مليون شخص العدد المتوقع للمسنين فوق 80 – 100 سنة في العالم عام 2050.

ــ 55% نسبة النساء من مجموع المعمرين الذين هم فوق 60 سنة.

ــ 65% نسبة النساء من مجموع المعمرين الذين هم فوق 100 سنة.

ــ 75% من المسنين من الأزواج و الزوجات و المترملين.

ــ 23% من المسنين يشاركون في عمليات التنمية الاقتصادية في الدول المتقدمة.

ــ 52% من المسنين يشاركون في عمليات التنمية الاقتصادية في الدول النامية.

ــ 85% متوسط عمر الفرد في العالم عام 1999.


وقد سبقت تعاليم الإسلام الحنيف الأنظمة الحديثة لرعاية الشيخوخة، إذ يحظى الكبار في مجتمعنا الإسلامي غالباً، بمزيد من التقدير والرعاية والاحترام، ويدرك هذا كل من قارن وسط الأسرة الإسلامية، مع غيرها من الأوساط الغربية والشرقية غير المسلمة، حيث نجد أن كبار السن من المسلمين سعداء، إذا قورنوا مع نظرائهم من غير المسلمين، فأولئك يعيشون في غربة ووحدة وشقاء.
ولكن ظهور المتغيرات الاجتماعية، التي تشهدها المجتمعات المعاصرة، أوجدت بعض المظاهر السلبية في حياة الأسرة المسلمة، وفي بيئة المجتمع بشكل عام، مما أدى إلى وجود بعض المظاهر السلبية المؤسفة، من عدم المبالاة والإهمال لبعض المسنين، بل والزج بهم في مأوى العجزة، أو أحد المستشفيات تهرباً من خدمتهم.
فرعاية تلك الفئة من الآباء والأجداد واجب علينا، فهم الذين ضحوا بعمرهم وصحتهم وفكرهم من أجل أن تظل عجلة الحياة سائرة نحو الأمام، وقد أصبح واجب رعايتهم ضرورة تحتمها القيم وتدعمها القوانين.
ورغم ذلك فإن نظم العمل تطرد كل عام ملايين من كبار السن خارج دولاب العمل، دون النظر إلى قدرتهم على العطاء، مما يسبب لهم الشعور بالوحدة والكآبة، والحاجة الملحة إلى الدخل المناسب، بعد كل التضحيات التي قدموها لذويهم وإلى مجتمعاتهم.

و قرار التقاعد يجب أن يقوم على أسس علمية مدروسة وليس فقط على أسس رقمية مجردة؛ فبلوغ الإنسان سنوات عمر معينة لا يكفي أن يكون مبررًا للتقاعد!

وفي السنوات الأخيرة كانت هناك ثورة على القوانين التي تحدد سنًا للتقاعد؛ فخرجت جماعات كثيرة تقول: كيف نحدد سن العمل وسن التقاعد ببلوغ عمر بذاته وليس بفقدان القدرة؟

كيف نعتبر حاجز الستين سدًا منيعًا يحول دون تدفق الراغبين في العمل والقادرين عليه؟

كيف يكون هناك قانون إلزامي يحد من حرية البشر في العمل؟

وفي هذا الاتجاه؛ تشكلت في الولايات المتحدة منظمة للمدافعين عن حقوق المسنين في مواصلة العمل؛ وأصدرت المنظمة بيانًا في سبتمبر 1997م أكدت فيه رفضها لقوانين التقاعد مطالبة بأن يكون التقاعد اختياريًا ووصفت الإلزام في هذا المجال بأنه عمل غير أخلاقي، وأنه حرمان للشخص من حق كسب العيش، وفي الوقت نفسه ألغت كندا الإحالة على التقاعد على أساس السن وتركت المشتغل ليعمل مادام قادرًا على العطاء، وكانت نتائج ذلك إيجابية؛ فقد قلت الأعباء التأمينية وزاد المساهمون في الاقتصاد القومي؛ وفي اليابان تم رفع سن التقاعد إلى الخامسة والستين وتجري معاقبة الشركات التي لا تتعاون في هذا المجال

رغم أن الإنتاج في المجتمع بات ذهنيًا ومعتمدًا علي الآلة أكثر مما يعتمد على عضلات الإنسان. إن نظام التقاعد يجب أن يكون متطورًا متجددًا يلبي الاحتياجات والمطالب ويتلاءم مع المتغيرات الحضارية والاجتماعية والاقتصادية.

إن الشيخوخة لا تعني دائماً الضعف والعجز والمرض، فكم من رجل كهل في الخمسين، بدت عليه أتعاب الشيخوخة، وكم من رجل في السبعين ظل في نشاطه أقوى من ابن الخمسين، أو الأربعين.
فالفروق الفردية لها دورها في حياة المسنين وعند غيرهم وفي تاريخنا الزاهر، نجد أن كثيراً من الشيوخ، يقصر نشاط كثير من شباب اليوم عنهم، وليس أدل على ذلك من مساهمتهم في الجهاد على ما فيه من مشاق وتضحيات، وفي دأبهم على التأليف ومجالس العلم، والقوة في العبادات وقد جاوزوا الثمانين أو المائة من أعمارهم.
ففي تاريخ سلفنا الصالح نماذج رائعة من نشاط المسنين:
فالصحابي الجليل أبو أيوب الأنصاري خالد بن زيد رضي الله عنه لم يتخلف عن غزاة للمسلمين إلا وهو في أخرى، ولزم الجهاد بعد النبي صلى الله عليه وسلم، إلى أن توفي في غزوة القسطنطينية، سنة 52هـ.
"كان قد مرض وقائد الجيش يزيد ابن معاوية، فأتاه يعوده، وقال: ما حاجتك؟! قال: حاجتي إذا أنا مت فاركب بي، ما وجدت مساغاً في أرض العدو، فإذا لم تجد فادفني، ثم ارجع ففعل"( انظر الإصابة لابن حجر: 2 /235 ).
والتابعي الجليل موسى بن نصير رحمه الله فتح الأندلس، هو ومولاه (طارق بن زياد)، وقسماً من جنوب فرنسا.
ويذكر التاريخ له قولته وهو شيخ كبير: "ما هزمت لي راية قط، ولا فض لي جمع، ولا نكب المسلمون معي نكبة منذ اقتحمت الأربعين، إلى أن شارفت الثمانين" ( انظر سير أعلام النبلاء : 4 / 499 ).
هذا ما يفعله الإسلام في النفوس، حين تمتزج مبادئ الدين مع نفوس معتنقيه، ورغم أن موسى بن نصير رحمه الله كان أعرج مسناً، توفي سنة 99هـ، في المدينة النبوية وقد قارب الثمانين ـ رحمه الله ـ.
في حين كان حكيم الجاهلية وشاعرها "زهير بن أبي سلمى"، يشكو من بلوغه سن الثمانين في قوله المشهور:

سئمت تكاليف الحياة ومن يعش
ثمانيـن حولاً لا أبا لك يسـأم

إلا أن الإسلام يصنع العجائب، وليس ذلك بغريب على دين يدعو أتباعه إلى بذل الجهد والعمل والاجتهاد حتى الموت.
وفي تاريخنا القديم والحديث مسنون: استمروا في العطاء الغزير في كافة المجالات، رغم العمر المديد، وما ذلك إلا بسبب المكانة التي يحظى بها المسنون في المجتمعات الإسلامية.
فأبو القاسم البغوي: مات وقد استكمل مائة وثلاث سنين وشهراً واحداً".
وكان طلاب العلم يسمعون عليه، حتى مات رحمه الله ( انظر سير أعلام النبلاء : 14 / 456 ).
وعطاء بن أبي رباح: مفتي الحرم المكي، عاش ثمان وثمانين سنة، كان رحمه الله بعد ما كبر وضعف يقوم إلى الصلاة فيقرأ مائتي آية، من سورة البقرة وهو قائم، لا يزول منه شيء ولا يتحرك (انظر صفوة الصفوة : 2 / 214 ).
لقد حفظ هؤلاء الأئمة الأعلام جوارحهم، فحفظها الله لهم، كما نوه بذلك شيخ الإسلام القاضي أبو الطيب الطبري، وقد عمر أكثر من مائة سنة.
قال عنه أبو اسحق الشيرازي في الطبقات: "شيخنا وأستاذنا، القاضي أبو الطيب، توفي عن مائة وسنتين، لم يختل عقله، ولا تغير فهمه، يفتي مع الفقهاء، ويستدرك عليهم الخطأ، ويقضي ويشهد ويحضر المواكب، إلى أن مات، ولم أر فيمن رأيت أكمل اجتهاداً وأشد تحقيقاً وأجود نظراً منه.. يرحمه الله".
وقال القاضي ابن بكران الشامي: "قلت للقاضي أبي الطيب، شيخنا وقد عمر: لقد مُتعت بجوارحك أيها الشيخ! قال: ولم؟! وما عصيت الله بواحدة منها قط"(انظر سير أعلام النبلاء : 17 / 670 ).
وفي العصر الحديث: لم تقف الشيخوخة عائقاً أمام الأعمال العظام لدى كثير من علماء المسلمين وقادتهم.
فالحاج أمين الحسيني: (1311-1394هـ) كان قد انصرف منذ الصغر لمحاربة المستعمر البريطاني، والمغتصب الصهيوني في فلسطين.
وقاد حركة الإصلاح والجهاد طوال حياته، وتعاون مع حركة الشيخ عز الدين القسام الجهادية ودعمها، كما دعم جيش الجهاد المقدس بقيادة: عبدالقادر الحسيني.
وأسس الهيئة العربية العليا، وحكومة عموم فلسطين، فطاردته بريطانيا، وعاش مشرداً متنقلاً من قطر إلى آخر فما وهن ولا ضعف، ولما حضرته الوفاة، أوصى بأن يدفن في القدس، وهو من أعيان أهلها، ولكن الصهاينة رفضوا ذلك.
قالت عنه جريدة التايمز اللندنية عقب وفاته: "مات عدو الصهيونية والامبراطورية البريطانية" وانتهى بموته عهد يمتد أكثر من ستين سنة، لم يهدأ له فيه بال ولم يقر له قرار، ولم يضع فيه السلاح، ولم ينسحب فيه من ميدان الكفاح ، وقد عاش ثلاثاً وتسعين سنة رحمه الله رحمة واسعة.

وهذا الشيخ محمد الطاهر ابن عاشور عاش أكثر من تسعين سنة وهو يعمل في ميدان الدعوة ( 1879م ـ 1973م). ارتحل إلى المشرق العربي وأوروبا وشارك في عدة ملتقيات إسلامية واشتهر بالصبر والاعتزاز بالنفس والصمود أمام الكوارث، والترفع عن الدنيا حتى توفي رحمه الله.

والشيخ عبدالعزيز بن باز رحمه الله: كان يمضي يومه في التدريس والفتوى، وقد استوقفه أحد تلاميذه يسأله: يا شيخ! بلغت هذا السن، ونرى فيك نشاطاً، لا نجده في أحد منا، نحن الشباب، فأنى لك هذا؟!
حاول الشيخ ألا يجيب، وتحت إلحاح الطالب، أجاب بجواب عظيم، إذ قال: "يا بني إذا كانت الروح تعمل - أي بالطاعة والذكر - فإن الجوارح لا تكل" توفي عن عمر يناهز تسعة وثمانين عاماً ـ رحمه الله.
ومن العلماء المعاصرين، من عمّر وترك من المؤلفات المفيدة والأثر الطيب، ما يذكرنا بسيرة علماء السلف.
فقد استمر الشيخ ناصر الدين الألباني: في التأليف والتحقيق، وخدمة السنة المطهرة، والحديث النبوي الشريف، حتى توفاه الله عن عمر يناهز "الثامنة والثمانين عاماً"، وقد بلغت كتبه ما ينوف عن "112 كتاباً" وكل ذلك تميز بفكر نيّر وعقل حصين، وذاكرة عجيبة، رحمه الله رحمة واسعة.

وفي جو ثقافي معطر بأريج الدين ولد الشيخ حسنين محمد حسنين مخلوف في حي باب الفتوح بالقاهرة في (16 من رمضان 1307هـ = 6 من مايو 1890م)

وطالت الحياة بالشيخ حتى تجاوز المائة عام، قضاها في خدمة دينه داخل مصر وخارجها، حيث امتدت رحلاته إلى كثير من البلاد العربية ليؤدي رسالة العلم، ويلقي دروسه، أو يفتي في مسائل دقيقة تُعرض عليه، أو يناقش بعض الأطروحات العلمية في الجامعات، وظل على هذا النحو حتى لقي ربه في (19 من رمضان 1410هـ = 15 من إبريل 1990م).

وفارس الدعوة البليغ الشيخ محمد الغزالي المصري ( 1917 م ـ 1996م ) كان واحدًا من دعاة الإسلام العظام، ومن كبار رجال الإصلاح، اجتمع له ما لم يجتمع إلا لقليل من النابهين؛ ظل يعمل في ميدان الدعوة إلى الله عز وجل الذي قضى عمره كله، يعمل فيه حتى لقي ربه ودفن بالبقيع في المدينة المنورة.
وهذه نماذج يسيرة من جهود العلماء في القرن العشرين، وهم كثير، نود من ذلك أن يقتدي الشباب المعاصر بتلك الهمم العظيمة فالإسلام يفجر الطاقات ويصنع العجائب لدى أتباعه صغاراً وكباراً، وفي كل عصر ومصر.
والمسنون إذا أتيحت لهم الفرصة، يحققون مساهمة ناشطة في مختلف مجالات الحياة ولا غرابة في ذلك، فقد نضجوا وأصبحت عقولهم متزنة، وتجاربهم ثرة غزيرة.
أسس رعاية المسنين في الإسلام:
لقد كفل الإسلام المسنين، عن طريق رعاية الأسرة للأبوين والجدين، ورعاية الجيرة للمسنين من الجيران، وهنالك التكافل الاجتماعي في الدولة المسلمة، والاهتمام بالشيوخ صحياً واجتماعياً واقتصادياً.
ففي نظام النفقات الذي أرسى الإسلام دعائمه، لا يمكن أن يعيش المسن في ضيق وحرج، ولاسيما إذا كان له أبناء يتكسبون أو في رعاية نظام إسلامي يطبق الشريعة الغراء.
لقد عاش المسنون في مجتمعات إسلامية، في وفرة من العيش، حيث تتعدد مصادر الإنفاق في الشريعة الإسلامية ابتداء برعاية الأسرة وانتهاء برعاية الدولة المسلمة، ممثلة في الحاكم المسلم، ومسؤولية هذه الدولة عن تأمين العمل والحاجات الضرورية، مستفيدة من روافد الإنفاق المتعددة، كالهبات والوصايا المالية، ونظام الوقف (وغيره) حسبما كان شائعاً ومطبقاً في مجتمعاتنا المسلمة.
وسوف نتحدث في هذه الفقرة عن:
- مسؤولية الأسرة في الإسلام.
- ومسؤولية الدولة أيضاً.
مسؤولية الأسرة في الإسلام:
يتوجب على الأبناء الإنفاق على الوالدين، إذا فقدا القدرة على التكسب، ولم تكن لهما موارد مالية.
وقد أوجب جمهور العلماء - غير المالكية - نفقة الوالدين وإن علوا، ولو كانا مخالفين في الدين.
قال تعالى: وصاحبهما في الدنيا معروفاً ( لقمان : 15).
وأصول الإنسان الذين تجب نفقتهم هم الآباء والأمهات والأجداد والجدات وإن علوا...
فإن انعدم الأولاد، ولم تكن لكبار السن مدخرات أو موارد مالية، انتقل واجب الإنفاق إلى الدولة، ممثلة في النظام الحكومي، حسب مبدأ كفالة المحتاجين، وبمقتضى الضمان الاجتماعي المقرر في الإسلام.
وهذا ما تشير إليه الأحاديث النبوية الشريفة، فقد جاء في الحديث الشريف: "إيما عرصة - أي بقعة - أصبح فيهم امرؤ جائعاً، فقد برئت منهم ذمة الله تبارك وتعالى"(أخرجه أحمد والحاكم).
وقد أوجب الإسلام على المرء نفقة والديه المحتاجين، كنوع من الرعاية الاقتصادية، وجعل الولد وماله ملكاً لأبيه.
عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللهِ؛ أَنَّ رَجُلاً قَالَ: يَا رَسُولَ اللهِ ! إِنَّ لِي مَالاً وَوَلداً. وَإِنَّ أَبِي يُرِيدُ أَنْ يَجْتَاحَ مَالِي. فَقَالَ:

(أَنْتَ وَمَالُكَ لأَبِيكَ).( أخرجه أبن ماجه).
"ويجبر الرجل على نفقة والديه وولده الذكور والإناث، إذا كانوا فقراء، وكان له ما ينفق عليهم، واستدل الفقهاء على نفقة الوالدين بقوله تعالى: وقضى" ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحساناً (الإسراء: 23)، ومن الإحسان: الإنفاق عليهما عند حاجتهما.
ولما روته السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن أطيب ما أكل الرجل من كسبه، وإن ولده من كسبه" ( أخرجه أبو داود).
وقد أجمع أهل العلم، على أن نفقة الوالدين الفقيرين اللذين لا كسب لهما ولا مال، واجبة في مال الولد.
ويجب الإنفاق على الأجداد والجدات وإن علوا، وبذلك قال الشافعي والثوري وأصحاب الرأي.
وقال مالك: لا تحب النفقة عليهم، لأن الجد ليس بأب حقيقي.

ويقول صاحب المغني رحمه الله: "ولنا - أي الحنابلة - قوله تعالى: وعلى الوارث مثل ذلك (البقرة: 233)، ولأنه يدخل في مطلق اسم الولد والوالد، بدليل قوله تعالى: يوصيكم الله في أولادكم للذكر مثل حظ الأنثيين ( النساء: 11)، فيدخل فيهم ولد البنين.
ومن حقوق الوالدين والإحسان إليهما، ألا يطالب الابن أباه بدين عليه، وهذا رأي فقهاء الحنابلة، وللأئمة آراء، وأقوال بذلك.. ودليل الحنابلة أن رجلاً جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم بأبيه، يقتضيه ديناً عليه، فقال: "أنت ومالك لأبيك".
فرعاية المسنين تتسع دائرتها في الإسلام، وتوضع لها الضوابط الشرعية ، فالواجب في نفقة القريب، قدر الكفاية من الخبز والأدم، والكسوة بقدر الحاجة.
ويشترط لوجوب الإنفاق على الأقارب شروط ثلاثة، نوجزها بما يأتي:
1- أن يكونوا فقراء لا مال لهم، ولا كسب يستغنون عن إنفاق غيرهم.
2- أن يكون لمن تجب عليه النفقة، ما ينفق عليهم فاضلاً عن نفقة نفسه، إما من ماله وإما من كسبه.
3- أن يكون المنفق وارثاً لقوله تعالى: وعلى الوارث مثل ذلك ( البقرة: 233).
وباعتبار أن بين المتوارثين قرابة، تقتضي كون الوارث أحق بمال الموروث عن سائر الناس، فينبغي أن يختص بوجوب صلته بالنفقة دونهم.
مسؤولية الدولة في الإسلام:
إذا فقد الشيخ المسن الولد والقريب، وحرم من جو الأسرة العطوف، فمن يكفل هذا الشيخ بعد أن وهن عظمه، وضعف جسمه، وبات بحاجة ماسة إلى العلاج والغذاء والكساء؟! لابد إذن من توفير الخدمات الصحية، ومستلزمات المعيشة المناسبة، وتأتي هنا مسؤولية الحاكم المسلم.
لقد كان حكام المسلمين أعلاماً يقتدى بهم في تحمل المسؤولية ومن ثم تركوا صفحات ناصعة، سجلها التاريخ بمداد من ذهب.
قال طلحة بن عبدالله : "خرج عمر بن الخطاب ليلة في سواد الليل، فدخل بيتاً، فلما أصبحت، ذهبت إلى ذلك البيت، فإذا عجوز عمياء مقعدة، فقلت لها: ما بال هذا الرجل يأتيك؟!
فقالت: إنه يتعاهدني مدة كذا وكذا، يأتيني بما يصلحني، ويخرج عني الأذى، فقلت لنفسي: ثكلتك أمك يا طلحة، أعثرات عمر تتبع؟!"( انظر صفوة الصفوة : 1 /281 ).
ولا غرابة في هذا على أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه فقد كان يقول: لو أن بغلة في أطراف الجزيرة عثرت، لكنت مسؤولاً عنها ، ياعمر لمَ لمْ تسوّ لها الطريق.
هذه هي الرعاية التي يعجز عن تخيلها أبناء هذا العصر، لكنه الإسلام الذي ربى عمر وأمثال عمر، إنه دين التراحم والتعاطف والتكافل، وبذلك ندرك أي حقوق كانت تؤدى للضعفاء والعجزة والمساكين.
فقد كان عموم الصحابة، وحكام المسلمين، يشعرون بالمسؤولية تجاه الشيوخ والأطفال والمستضعفين.

و" كما تكونوا يول عليكم" ( رواه الديلمي في مسند الفردوس).

وها هي قصة أبي بكر الصديق رضي الله عنه تبقى منارة للسالكين بالعدل والإحساس بالمسؤولية، "فقد كان يحلب للحي أغنامهم ، فلما بويع بالخلافة، قالت البنت الصغيرة: الآن لا يحلب لنا منائح دارنا فسمعها فقال رضي الله عنه : بلى لأحلبنها لكم وإني لأرجو أن لا يغيرني ما دخلت فيه عن خلق كنت فيه فكان يحلب لهم"(انظر صفوة الصفوة : 1 / 258 ).
هذا رغم أنه بويع بالخلافة، وقد تجاوز الستين من عمره.
وقد شملت رعاية المسنين أهل الذمة أيضاً، وشملت الرحمة المجتمع الإسلامي بأسره.
"روي عن أمير المؤمنين عمر ـ رضي الله عنه ـ أنه أجرى على شيخ من أهل الذمة من بيت المال، وذلك أنه مر به، وهو يسأل على الأبواب".
وفعله عمر بن عبدالعزيز أيضاً، فقال أبوعبيد: ولو علم عمر أن فيها سنة مؤقتة من رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما تعداها إلى غيرها".
"فلا جزية على شيخ فانٍ، ولا زمِنٍ ولا أعمى ولا مريض لا يرجى برؤه، بل قد أيس من صحته، ولو كانوا موسرين، وهذا مذهب أحمد وأصحابه، ومالك والشافعي في أحد أقواله، لأن هؤلاء لا يقتلون ولا يقاتلون، فلا تجب عليهم الجزية، كالنساء والذرية".

فعلى الدولة أن تكفل رعاية المسنين الذين قدموا للوطن زهرة شبابهم، وتتمثل أوجه رعاية الدولة في تقديم ـ العناية الصحية المستمرة عبر الفحوص الدورية.

ـ وضع البرامج الوقائية وإنشاء المراكز الطبية المتخصصة .

ـ تأمين الجو الثقافي الضروري للمسنين بإنشاء النوادي الدينية والثقافية وإلقاء المحاضرات وإقامة الندوات؛ والتغلب على أزمة المتقاعدين بإيجاد القوانين والحلول المناسبة.

ـ وإنشاء مؤسسات رعاية الشيوخ وإقامة دور العجزة وتقديم الرعاية لهم على المستويات كافة.


العناية بمعالجة أمراض الشيخوخة:

لقد احتلت الشيخوخة مكانًا بارزًا في لائحة اهتمامات الأمم والشعوب والحكومات، إلا أن الدول النامية ومنها عالمنا العربي والإسلامي لم يعط اهتمامًا كافيًا بعد لهذه المشكلة المهمة، وهذا أمر مؤسف للغاية؛ إذ لا نكاد نرى دراسة أو بحثًا جديًا موجهًا نحو هذا الموضوع في الوقت الذي أخذ فيه هذا الموضوع حقه من اهتمامات الدول المتقدمة حيزًا كبيرًا، فوضعت للشيخوخة برامج وخطط حكومية، وأجريت حولها البحوث والدراسات، وأقيمت لأجلها المشافي والدور الخاصة وتفردت الشيخوخة باختصاص متميز يختص به الأطباء في دول العالم يسمى ( طب الشيخوخة).

وهناك مجموعة من الاعتبارات ينبغي أن يدركها كل مسن:

1 ـ ليست الشيخوخة كلها ضعفًا ولا هي كلها قوة وقد تكون أيام الشيخوخة من أكثر أيام الحياة إنتاجًا.

2- الشيخوخة حالة نفسية قبل أن تكون عضوية؛ فينبغي عدم الاعتماد على المعيار الزمني للشيخوخة.

3 ـ ربما تضعف الملذات الجسدية والمادية في الشيخوخة، إلا أن الملذات الفكرية والروحية والدينية تقوى عند المسنين.

4 ـ على المسن أن يتقبل حياته كما هي، وأن يعتقد أنه قادر على ابتكار أشياء جديدة.



كما يتوجب على الأبناء توفير أوجه الرعاية، والتي تتمثل في رد الجميل تجاه والديهم الشيوخ في هذه المرحلة الحرجة من حياتهم:

ـ تقديم الرعاية الطبية والصحية للمسنين.

ـ الاهتمام بالصحة النفسية للشيخ المسن وإشعاره بالحب والحنان وأن أهله بحاجة ماسة إليه.

ـ تنمية العلاقات الاجتماعية وتوسيع دائرة صداقات المسن مع المتكافئين معه سنًا وثقافة ومستوى.

ـ الحرص على ملء وقت فراغهم.

ـ تشجيع المسن على البحث والقراءة حتى تبقى ذاكرته حية.

وفي مجتمعاتنا الشرقية مازال للشيوخ حتى الآن مكانتهم اللائقة؛ فهذه المجتمعات مازالت تحافظ على أواصر القربى والروابط العائلية، وتعطي للمسنين حق قدرهم وتبقي على التقاليد المرعية التي تدعو لاحترامهم وتقديرهم، إضافة إلى التعاليم الدينية التي دعت لاحترام المسنين؛ فقد نادى الإسلام ببر الوالدين والإحسان إليهما واحترامهما في كبرهما، قال تعالى: } إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولاً كريمًا { (الإسراء : 23 (

ويقول الرسول صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يجل كبيرنا ويرحم صغيرنا» رواه أحمد.

و قال صلى الله عليه وسلم: « إن من إجلال الله تعالى إكرام ذي الشيبة المسلم وحامل القرآن غير الغالي فيه والجافي عنه، وإكرام ذي السلطان المقسط» رواه أبو داود.

و قال صلى الله عليه وسلم: «ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويعرف شرف كبيرنا» رواه الترمذي وأحمد. وفي تكريم كبار السن روى البخاري عن أبي سعيد بن سمرة بن جندب رضي الله عنه قال: « كنت على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم: غلامًا فكنت أحفظ عنه، فما يمنعني من القول إلا ههنا رجالاً هم أسن مني».

والمسلم مطالب بأن يلتزم بالآداب الإسلامية والإنسانية مع أقاربه مثلما يلتزم بها مع والديه، وعليه أن يوقر الكبير ويرحم الصغير ويعود المريض ويواسي المنكوب.

كل هذا أدى إلى الإبقاء على منزلة كبيرة للمسنين وإحاطتهم برعاية تخفف عنهم وطأة الشيخوخة بعكس ما يحدث في المجتمعات الغربية المعاصرة، حيث ضعفت مكانة المسنين فيها؛ لأنهم صاروا يشكلون عبئًا بعددهم الكبير إضافة إلى أن هذه المجتمعات تؤمن بالقوة والسرعة والعمل والإنتاج، وتسودها النزعة الاستقلالية ومظاهر تفكك الروابط الأسرية والعاطفية بين أفراد العائلة؛ فتقسو الحياة على المسنين ويهجرهم أبناؤهم ويتذمر المجتمع منهم، فيشعرون أنهم عالة على المجتمع وأنهم دون نفع في الحياة، وتزداد الأمراض النفسية بينهم والانهيارات العصبية وحوادث الانتحار ولا يلقون الرعاية الكافية من عائلاتهم؛ فيعيش أغلبهم في دور العجزة ومدن الشيوخ.
الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل
https://messir.forumegypt.net
 
رعاية الشيخوخة في الإسلام
الرجوع الى أعلى الصفحة 
صفحة 1 من اصل 1
 مواضيع مماثلة
-
» أمراض الشيخوخة و رعاية المسنين
» الدعوة إلى رعاية المسنين
» الشيخوخة و مشاكل المسنين الحركية
» الشيخوخة ... تعريفها وأسبابها وطرق مكافحتها
» رعاية الايتام فى الاسلام

صلاحيات هذا المنتدى:لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى
منتدى ابناء مسير  :: فئة رعاية ابناء مسير :: رعاية المسنين-
انتقل الى: